المال والجنس والطرف الثالث..أسباب الخلافات في العلاقة الزوجية

أسباب الخلافات الزوجية:

في الآونة الاخيرة بتنا نسمع الكثير عن الخلافات الزوجية، ويبدو أن هذا الامر أصبح أكثر رواجًا بين الناس، ولا شك بان هناك قلقًا متزايدًا مما يحدث في مجتمعنا من أزمات وصراعات، ولكن يبقى السؤال، الى أي مدى نحن نتحدث بشكل صريح عن هذه الظاهرة المقلقة؟

والسؤال الأول، هل يدور الحديث عن ظاهرة محلية ام منتشرة ايضًا في العالم العربي او الغربي؟

ما زالت نسب الطلاق في المجتمعات الغربية اعلى منها في المجتمع الفلسطيني في الداخل. وحسب دائرة الاحصاء المركزية هناك ازدياد في نسب الطلاق في مجتمعنا الفلسطيني في الداخل بعد كورونا، ليصل الى نسبة 30% بحسب معطيات المحاكم المدنية.

هناك من يعتقد ان السبب هو اقتصادي، او تغيير في المنظومة القيمية في مجتمعنا، او هذا نتاج للتربية على الاستقلالية والفردانية.

المؤكد انه بات من الأهم ان نرصد هذه الظاهرة وندرس حيثياتها.

والسؤال الذي لا يقل أهمية، بما أننا نعيش في عالم اكثر تطورًا ، وبما أن الجيل الشاب أصبح أكثر وعيًا اذا، ما الذي يحدث لدينا؟

ما أسباب فشل الأزواج؟

كيف يمكن لشخصان جمعتهما قصة حب مميزة قبل الزواج أن يتورطوا في مشاكل بعد الزواج؟

كل على حدة والاثنين معًا

— كل فرد يأتي الى الحياة الزوجية مع قصته الشخصية والعائلية التي بدأت في سن الطفولة واستمرت مع مراحل التطور.

— هناك تأثير لا واع للأهل على الزوج\ة.

ماذا يحدث في طفولتنا؟

الأهل او من يبدلهم في الرعاية الأولية يزودون لنا الحاجات النفسية: دفئ، ثقة، أمان، ثبات واتزان.

حتى ـأفضل الأهل لا يستطيعون توفير هذه الشروط كل الوقت.

الأهل يسقطون علينا تجاربهم الذاتية والنواقص الخاصة بهم، فهم ايضًا يتعبون، يغضبون، يحزنون، ينشغلون عنا، يمرضون ويخافون.

أثناء التطور، يعمل الأهل على تطوير ابنائهم اجتماعيًا؛ وخلال هذه العملية يتم ""إحباط"" اجزاء معينة من سلوكياتنا التي يعتبرها الأهل غير ملائمة اجتماعيًا.

بعد ذلك نتطور لنصبح مراهقين، واثناء مرحلة المراهقة نبدأ بالتعرف على الجنس الآخر ونكتشف معه معنى الحب الرومانسي.

نحن نصل سن البلوغ كأناس مسؤولين، نعمل، ونبني عائلات، ولكن في الواقع بداخلنا أطفال مجروحين (مكبوتين) يسعوا لعيش حياة متكاملة.

مرحلة الحب الرومانسي، تتميز ب:

العشق.

العمل على التصحيح والتقويم.

نعتقد أن العلاج يكمن في العلاقة الزوجية.

هذه المرحلة تستمر حتى 24 شهر.

نشعر بأننا مهمين، جذابين، واذكياء.

مع الوقت

نكتشف الصفات ""السلبية"" لدى الشريك\ة.

نشعر بأن الشريك لا ي\تستطيع توفير كل الشروط، فنشعر بالإحباط.

في كثير من الاحيان نحاول استعادة الشريك من خلال سلوكيات: كالغضب، البكاء، التهديد، الانتقاد، ومحاولات تغييره\ا لملاءمة توقعاتنا.

مرحلة صراع القوى

في كل مرة نحاول اعادة الشريك\ة الى مرحلة العشق؛ فبدلًا من الاستناد لما كان ناجحًا في العلاقة، نلجأ الى الغضب وعدم تقبل سلوكيات الأخر بشكل عام، الى جانب الانتقاد او رفض الشريك\ة، او في حالات اخرى نحاول السيطرة على سلوكه\ا. كل هذا يؤدي في النهاية الى تدهور العلاقة وليس الى إنقاذها.

على ماذا يختلف الازواج؟

المال: ليس على وجوده او عدم وجوده، بل الخلاف على ادارته، أي سلم الأولويات لدى كل من الطرفين.

الجنس: الرغبة الجنسية، او عدمها، مشاكل في الاداء الجنسي، التوافق الجنسي وغيره. والسؤال: هل لدينا كمجتمع الجرأة لطرح هذه المشاكل؟ بداية امام ذواتنا والاعتراف بوجودها وثم الحوار مع الشريك\ة حولها، ومن بعد ذلك إيجاد الحلول.

الطرف الثالث: وهو كل دخيل على العلاقة؛ من الممكن ان يكون ولادة طفل، او الانخراط في عمل جديد، او الأصدقاء، او السوشيال ميديا، كل هذه الأمور هي طبيعية وعادة ما تكون غير مؤذية، او قابلة للعلاج بسهولة. ولكن هناك أمور أخرى من شأنها ان تكون خطرة مثل: الإدمان على مختلف أشكاله، او الخيانة الزوجية، او تدخل أهل أحد الطرفين.

ما الحل؟

أعتقد أننا في عصر الوعي والادراك، فحين اشعر انني في وعكة صحية اتوجه الى مختص؛ وعندما اود ان اطور نفسي في المجال الرياضي أتوجه لمدرب للياقة البدنية، وحين اود أن أطور ابني في مجال الفن أتوجه لمتخصص\ة في المجال وكذلك ينبغي أن يكون الأمر في مجال العلاقات الزوجية.

من بين أهم العلاجات الزوجية والتي تطور التواصل الزوجي هي ما يسمى ب""الايماجو"":

أن نفهم بـأن اختيار الشريك يتم باللا-وعي؛ وبأننا نختار أشخاصًا شبيهون بأهلنا وبنواقصهم التي آلمتنا في الماضي. وبأننا نختار أناسًا يتمتعون بصفات كنا نتمناها لأنفسنا. الأمر الذي قد يكون مريحًا في البداية كون الشريك\ة ي\تكملنا، ولكن قد نجد صعوبة في التأقلم مع من هو مختلف عنا فيما بعد.

في الختام، أنصح بالاعتراف بوجود المشكلة والعمل على الحوار الزوجي السليم، أن نكون قنوعين وان نستثمر في العلاقة الزوجية الكثير من الحب والاحتواء والتبادلية.

سريدة منصور - أسعد

معالجة زوجية وعائلية

رأيك يهمنا