الطبُّ الرقميّ: رحلة إلى المستقبل

تشد أنظارنا قلقًا في الشهور الأخيرة عناوين غائمة وسمت بشارتها الحمراء أسهمًا تفقد من قيمتها، لمعظم الشركات التكنولوجية، حتى أكبرها وأكثرها صلابة. نقرأ سطورًا تتحدث عن عمليات فصل من العمل بالجملة وتقليصات تنعى "سوق الثور" والانتعاش الاقتصادي والتكنولوجي الذي حظيت به المعمورة منذ آخر هبوط عام 2008 وتأخذنا إلى هبوط حر آخر نحو "سوق الدب". خرجت هذه الحالة عن إطار التحليلات الاقتصادية وعتبة المختصين لتصبح على كل لسان، بحيث يسود قلق في كل بيت خوفًا على المستقبل. فهل هذه الغيوم سوداء قاحلة أم تأتينا بمطر يروي وثلجٍ يدفئ وشمس وربيع؟

بالرغم من هذه الأوضاع، تأتي ذرة الأمل من الاستمرار الدائم المعروف بدالته التصاعدية عبر التاريخ من التطورات التكنولوجية، براءات الاختراع والحلول التقنية للمشكلات العالمية والمحلية في جميع المجالات. فهذه كلها ولدت لتبقى وتكبر وتزرع الأمل.

التطورات التكنولوجية والعلمية التي تحققت في العقدين الأخيرين مذهلة، وهي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية. عمليًا، لا نستطيع أن نتخيل روتين حياتنا بدونها، على الرغم من التذمر منها أحيانًا لأبعادها السلبية المختلفة. إن الدهشة من تميزها، بديهة استخدامها وقيمتها المضافة تفوق سلبياتها فعلًا. من هذه البراءات أذكر الواي-فاي (الإتصال اللاسلكي)، الهواتف والأجهزة الذكية، الخدمات المصرفية والتسوق عبر الإنترنت، محركات البحث وأشهرها جوجل، الطباعة الثلاثية الأبعاد، خدمات البث مثل نتفليكس، تطبيقات الاتصالات مثل سكايب، زووم وواتساب، شبكات التواصل الاجتماعي، منصات مشاركة الفيديو والأغاني مثل يوتيوب، أنغامي وسبوتيفاي، وغيرها من البراءات والتطبيقات التكنولوجية التي حولت عالمنا إلى مكان أفضل.

التطور مستمر وعالمنا سيختلف غدًا عما هو عليه اليوم، مع تقنيات حديثة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز، السيارات ذاتية القيادة، السيارات الكهربائية، الطائرات بدون طيار (drones)، إنترنت الأشياء، الأمن التكيفي، شبكات الاتصال من الجيل الخامس (5G)، الحوسبة السحابية، الحساب الكمومي، سلسلة الكتل (blockchain)، العملات الرقمية مثل بيتكوين، الطيران الكهربائي بالإضافة إلى اتساع تطبيقات مختلفة واستخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي والتعلّم العميق، الروبوتات الذكية وهندسة الجينات (كريسبر) وغيرها من التطورات في مجالات العلوم الدقيقة.

تُحدث هذه التقنيات تغييرات جذرية في عدة مجالات وصناعات، منها قطاع الرعاية الصحية. بحلول عام جديد، سآخذكم في جولة حول بصمة وتأثير التطورات التقنية على التحولات المستقبلية في قطاع الرعاية الصحية. 

حسب شركة ديلويت العالمية، الرؤيا المستقبلية للرعاية الصحية تشمل التحول من الرعاية إلى الوقاية. لا، لن تختفي الأمراض لكن دمج العلوم، البيانات والتكنولوجيا، سيمكنّنا من تشخيصها مبكراً، ثم التدخل بشكل استباقي وفهم أعمق لكيفية التعامل مع تطورها للحفاظ بشكل فعّال على مستوى مرتفع من جودة الحياة. ستكون البيانات والأنظمة الأساسية بمثابة العمود الفقري للنظام البيئي الصحي في المستقبل. منها ستنتج معلومات تسهم في اتخاذ قرارات أكثر صوباً في مجال الصحة. على هذه الأسس ستبنى خدمات مرافق الرفاهية والرعاية وستلعب الأنظمة المالية وأجهزة التنظيم دورًا هامًا كبوصلة لاستمرارية عمل محرك الصناعة الطبية.

فكيف ستبدو هذه الرؤيا؟

هل تساءلت يومًا كيف ستبدو علاقتك بصحتك والمؤسسات الصحية والطواقم الطبية؟ وهل تخيلت شكل المستشفيات والخدمات الصحية؟

لا تستغرب إن تحدثت إلى إنسان آليّ في المستشفيات

بالرغم من التقدم في المعرفة والقدرات الطبية خلال السنوات الماضية، إلا أن المستشفيات لا تزال على ما هي نسبيًا، وذلك لكونها في الغالب مبانيَ معقدة تحتوي على العديد من الوحدات والأقسام وتقدم خدمات واسعة ومختلفة: غرف طوارئ وغرف عمليات، مختبرات سريرية، مراكز تصوير أشعة، خدمات تغذية، إدارة وغيرها. تطورت هذه الأقسام بشكل تدريجي، و ترقيعيّ نوعًا ما إن صح التعبير، تبعًا للحاجة ولمحدودية الميزانية، مما أدى إلى تشكّل بنية تحتية معقدة يصعب تزويدها وتجهيزها بأحدث التقنيات، مثل أنظمة تكنولوجيا المعلومات. المؤكد أن ذلك لن يبقى على حاله خاصة وأن الضغوطات على المستشفيات والمراكز الصحية وصلت أقصاها، غير أن المنافسة على المرضى تكمن في مستوى وحداثة الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى. ستعتمد المستشفيات في المستقبل أكثر فأكثر على الإنسان الآلي والتقنيات الرقمية لأتمتة مهام عقلية وجسدية يقوم بها الطاقم الطبي، وذلك لتركيز طاقاته وكي يتفرغ لتخصيص وقته للمهام الطبية الهامة. 

زيارتك للطبيب والتطبيب عن بعد، من كرسيك المفضل في البيت

لديك موعد مع الطبيب؟ ما عليك إلا أن تفتتح تطبيق التواصل مع الطبيب، عبر الصوت والصورة، ومن خلاله سيستقبلك إنسان آليّ (روبوت) لجمع المعلومات الهامة عن سبب اتصالك، ثم لتوجيهك على الخدمات الإلكترونية الملائمة أو وصلك مباشرة مع طبيب بشري، إن احتاج الأمر ذلك، وسيقوم الأخير بتشخيص حالتك أو ربما يطلب منك تشغيل بعض الأجهزة الذكية الطبية المتوفرة لديك في المنزل، لمراجعة وفحص بعض الإشارات الطبية. عشنا لحظات تكاد تشبه ذلك خلال جائحة كورونا. من شأن ذلك أن يقلص الحاجة إلى مبنى المستشفى المعقد حين تصبح المستشفيات مبانيَ محصورة مخصصة للعناية المشددة والعمليات الجراحية. هذا أقرب إلى اليوم من المستقبل.

في هذا الخصوص، شهدنا هذا العام أيضًا صفقة عقدتها شركة أمازون الأمريكية لاستملاك شركة 'وان مديكال - One Medical' بما قيمته ٣.٧ بلايين دولار أمريكي، بهدف توسيع نطاق عمل 'أمازون كير amazon Care' الذي يركز على 'إعادة اختراع الرعاية الصحية' سعيًا إلى تحسين جودة الخدمات، تجربة المستخدم والوقت الذي يقضيه لتلقي الخدمة (معظمها تنقل، انتظار وانتقال بين أكثر من مختص ومركز) وذلك من خلال تقديم خدمات افتراضية للرعاية الصحية.  

عمليات جراحية في عيادات طبية قريبة من بيتك

معظم العمليات الجراحية تجرى اليوم في مباني المستشفى، ولهذا ثمنها باهظ، ماديًا (ثمن المكوث في المستشفيات)، معنويًا (للمستشفى رهبة نفسية لدى المريض وعائلته)، وطبيًا (المضاعفات والمخاطر الناتجة عن مكوث المريض في المستشفى). في المستقبل من المتوقع أن تقدم خدمات العديد من العمليات الجراحية في عيادات خارجية، قريبة من بيت/بلد المريض، بحيث تكون فترة الاستشفاء في بيته، ثم استكمال العلاج والتأهيل في مراكز مختصة بهذه الخدمات أو حتى في البيت. في المقابل ستقوم نسخة مطورة من سيري وأليكسا، وغيرها من أجهزة المساعد الافتراضي والتقنيات الملبوسة الذكية، بمواكبة صحتك وقياس العلامات الحيوية الخاصة بك. 

عمليات عن بعد

ليس فقط التطبيب عن بعد. لا تتفاجأ إن كنت في غرفة العمليات وقام الطبيب بالتعرف عليك عن بعد من خلال شاشة حاسوب، يشرح لك عن العملية، ثم يجريها عن بعد بكاملها، من خلال إنسان آلي. هذا ما تعمل عليه شركات الأجهزة الطبية اليوم، ساعية لأن تزيد من دقة العملية، أن تقلل من المضاعفات وأن تفتح المجال للوصول إلى خدمات طبية يقدمها أطباء على المستوى العالمي، لتدعم بذلك وصول خدمات الرعاية الصحية إلى كل مكان على حد سواء.

توأمك الرقمي

مؤخرًا درج استخدام مصطلح 'التوأم الرقمي'، وهو عبارة عن تمثيل افتراضي لأصل مادي حي أو غير حي. التوأم الرقمي، في جوهره، هو برنامج محوسب يستخدم بيانات العالم الحقيقي لإنشاء عمليات محاكاة يمكنها التنبؤ بكيفية أداء المنتج، أو الأصل المادي. تدمج هذه البرامج إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات الحديثة لتحسين أداء التوأم وقدرته على استنتاج توقعات لعمليات يمكن أن تحصل في المستقبل.

عندما نتحدث عن الصحة، فإن توأمك الرقمي هو عبارة عن افاتار؛ صورة رمزية ثلاثية أو رباعية الأبعاد، ناتجة عن صورتك الشخصية، معلومات صحية خاصة بك وبيانات هائلة من عينات جُمعت من التعداد السكاني. بمساعدة الذكاء الاصطناعي والبيانات، يستطيع الأطباء والباحثون اختبار واكتشاف سيناريوهات مستقبلية مختلفة متعلقة بصحتك، ثم تحليل تأثيرها عليك تبعًا لبصمتك الجينية، وضعك وتاريخك الصحي. سيكون توأمك الرقمي رفيقك الدائم ولن تغفو له عين حتى أثناء نومك. إن اتخذنا الساعة الذكية التي نضعها على معصمنا اليوم، نجد أنها بمثابة توأم رقمي بسيط وصغير جدًا يقوم بقياس مستمر لدقات قلبك، صحة نومك، عدد خطواتك ويخبرك عند جلوسك بشكل مستمر من خلال المستشعرات الذكية. هذه الساعة تعلم عنك أشياء قد غابت عنك أنت. في العام ٢٠٢١ بلغ عدد المستخدمين للساعات الذكية ٢٠٢.٦ مليون مستخدم، بحسب موقع statista. مع الساعات الذكية، دخلنا بداية مستقبل تكون فيه صحتك مراقَبة بشكل مستمر، من أي مكان، وسيرافقك توأمك الرقمي مهتمًا بمواكبة صحتك، ينصحك بتحسين عاداتك، ينذرك وينذر طبيبك ومن حولك إن كانت علاماتك الحيوية تشير إلى خطر ما على صحتك. 

أدوية ولقاحات متاحة للجميع، وعن بعد

شهدنا خلال فترة كورونا الصعوبات التي تواجهها دول العالم الثالث والمناطق النائية في مجال التزود بالأدوية واللقاحات والمعدات الطبية الأساسية. على هذا، سلط المنتدى الاقتصادي العالمي الضوء على 'دواء من السماء'؛ برنامج هندي يهدف إلى استخدام طائرات بدون طيار لتوصيل لقاحات وأدوية إلى المناطق المختلفة في الهند وآسيا. هذه التقنيات ستحدث تغييراً في المعادلة ويمكنها أيضًا أن تهيئ فرصة لتطورات تسنح لنا بشراء أدوية عبر الإنترنت ليوصلها لنا إنسان آلي أو طائرة من دون طيار. 

الواقع الافتراضي المعزز والطباعة ثلاثية الأبعاد

يمكّن الواقع الافتراضي الطبيب من رؤية الأعضاء خلال تجهيزه لإجراء العملية الجراحية أو خلال إجرائها ليتمكن من فهم تفاصيل حجبتها الرؤية ثنائية الأبعاد. هكذا يستطيع الطبيب من خلال عالمه الافتراضي التمعن بالعضو من عدة جوانب وزوايا، ويمكنه أيضا محاكاة العملية افتراضيًا قبل بدئها على أرض الواقع وذلك للتأكد من الوضع القائم، تخطيط المواد والأدوات التي سيتم استخدامها وتجنب تعقيدات ومضاعفات يمكن أن تحدث خلال العملية. من خلال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، يمكن للطبيب على سبيل المثال أن يطبع قلب المريض؛ كل ما يحتاج إليه لفعل ذلك هو صورة أشعة ثلاثية الأبعاد. هذه التقنيات متاحة لاستخدامات إضافية مثل تعليم وتمرين الطاقم الطبي على العمليات والأجهزة الطبية الحديثة من خلال استخدام مريض افتراضي وغرفة عمليات افتراضية تشبه تلك الحقيقية.

الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية

في الحقيقة، بدأ تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي قبل نصف قرن بأطروحة دكتوراه في جامعة ستانفورد حاولت أتمتة عملية تشخيص أمراض الدم المُعدية لإيجاد علاج مناسب، وبذلك تقلص الوقت الذي سيقضيه الطبيب في جمع المعلومات من المريض وإجراء الفحوصات له وتفرغه للتركيز على طرق العلاج ونتائجها. استمرت الأبحاث منذ ذلك الحين بالتطور وبلغت ذروتها مع تقدم التقنيات وقوى الحوسبة التي مكنت من تحسين أداء البرمجيات وملاءمة تحويلها إلى منتج يمكن استخدامه في أرض الواقع. 

منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) التي تمنح التأشيرات لاستخدام منتجات، أجهزة وأدوية طبية في الولايات المتحدة، منحت تأشيرة استخدام لأكثر من ٥٠٠ جهاز طبي يعتمد على الذكاء الاصطناعي منذ العام ١٩٩٥ حتى اليوم، ٧٥٪ منها في مجال الأشعة الطبية وما يقارب الـ ١٨٠ منها خلال شهر تموز المنصرم، وهو ما يدل على القيمة الإضافية التي تأتي بها هذه التقنيات لإفادة الطاقم الطبي والمرضى وعلى سرعة التطور الهائلة في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة.

أما عن إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية فهي تُعتبر من الأسس الهامة التي تمكّن الذكاء الاصطناعي وغيره من طرق تقنية لإيجاد الحلول في عالم الطب، وذلك بفضل قدرتها على توصيل الأشياء إلى الإنترنت من خلال مستشعرات ومن ثم جمع، تخزين ومعالجة هذه الكمية الهائلة من المعلومات بطرق سريعة مستدامة وقابلة للتطوير على نطاق واسع وبتكلفة تلائم الاستخدام. وهذا جزء ممّا تقدمه شركات الحوسبة السحابية مثل أمازون ومايكروسوفت وجوجل. لهذه التقنيات، إذاً، أهمية كبيرة وأساسية في تقدم الطب مستقبلًا.

'كان يا مكان الحياة'، رحلة طفولة كرتونية في جسم الإنسان أيقظتها تطورات نانو- تكنولوجية

يتطور مجال النانو- تكنولوجيا بتسارع كبير أتاح حتى الآن تطوير أدوية بحجم نانو-متر وتركيب آلة من جزيئات يمكن للباحث السيطرة على تحركاتها. ويفتح هذا أبواب العلوم والتكنولوجيا لتصنيع أجهزة يمكن زراعتها داخل الجسم واستخراج بيانات تساهم في فهم أفضل لجسم الإنسان وتقديم علاجات شخصية. وهذا ليس بعيدًا عن الواقع؛ فهنالك اليوم كاميرا صغيرة قابلة للبلع كحبة الدواء تم تطويرها لتصوير أعضاء الجهاز الهضمي وتشخيص أمراضه. 

من هنا، يمكن أن نطور إنسانًا آليًّا مستقلًا وصغيرًا جدًا يقطن في داخل جسمنا، يمكنه تشخيص التغيرات في الجسم ومعالجتها على الفور. هل يذكركم هذا بما يحاول تطويره إيلون ماسك؟ شركته 'نيورالينك - 'Neuralink تطوّر رقاقة يمكن زراعتها في المخ لتشكل واجهة ما بين الدماغ وأجهزة الكمبيوتر. تهدف هذه الواجهة لمعالجة معلومات موجودة في المخ من خلال الجهاز العصبي، وذلك لفهم أفضل لكيفية عمل المخ أولاً، ولتنشيط عمله مستقبلاً، ثانياً. 

رغم سرعة التطورات، يسير الطب بخطىً حذرة

هذه التقنيات وغيرها سريعة التطور لكن سرعة تطبيقها في المجالات المختلفة متفاوتة. قطاع الرعاية الصحية هو من أبطأ المجالات في استبدال الطرق المعتادة أو تعديلها من خلال تبني تقنيات حديثة. لهذا أسباب عدة، منها:

  1. اعتاد الإنسان على التعامل مع طبيب إنسان وسيستغرق تغيير هذا الوضع وقتًا طويلًا. حسب إحدى الدراسات الاستكشافية، ٢٠٪ فقط من الأشخاص يثقون بنصائح الذكاء الاصطناعي للرعاية الطبية. وهذا يدل على أن دور الطبيب المركزي سيستمر وأن الحاجة للّمسة الإنسانية في مجال الرعاية الصحية ستبقى قائمة. استخدام التقنيات العالية تتجند لخدمة الطبيب لاتخاذ قرارات علاجية للمريض بشكل شخصي ملائم وقيمتها الإضافية للمريض تكمن في تأثيرها على صحته ونتائج علاجاته للأفضل. ولهذا، فإن إثبات نجاعة هذه التطورات هو أمر هامّ جدًا ويلعب دورًا رئيسيًا في تبنيها. يجدر بالذكر أن معظم الأجهزة الممكّنة بالذكاء الاصطناعي المستخدمة اليوم تزود الطبيب بمعلومات إضافية ولا تتخذ قرارات طبية بدلاً عنه. 

  2. للأخطاء في الرعاية الصحية ثمن باهظ. التخوفات من أخطاء برمجية أو هجمات إلكترونية هي مخاوف قائمة في عالم الطب وستزداد أكثر كلما اتسع وتعمق تحول الطب إلى العالم الرقمي. وثمة هنا دور هامّ لتطوير تقنيات الحفاظ على خصوصية المعلومات، الأمن والمتانة أمام أية هجمات إلكترونية معقدة وغيرها.

  3. احتياجات المستشفيات الخاصة تبعًا لمبناها المعقد

  4. بطء واضعي السياسات في تطوير سياسات امتثال للبيانات تتلاءم مع العالم الرقمي. 

بالرغم من هذا البطء ومن منطلق الإيمان بقوة التقنيات العالية ودورها الهام في تطور الطب، خاصة وأننا نشهد اتساع النهضة والتأثير الإيجابي في عالم الطب عاماً بعد عام، إلا أن في انتظارنا مستقبلًا مليئًا بالذكاء الاصطناعي ومُعَنوَنًا بصحة أفضل للجميع.

دمتم سالمين. 

د. حنان خميس

مهندسة مختصة في مجال الهندسة الطبية، مديرة منتج في شركة Siemens Healthineers  الألمانية، ومؤسسة شريكة لجمعية نساء عربيات في مجالي العلوم والهندسة AWSc.

شاركونا رأيكن.م