الحركة المسرحيّة في قطاعِ غزةَ
لم تكن منذ حدوث النّكبة في عام 1948 وحتى منتصف الخمسينات أي نشاطات تمثيليّة مسرحيّة بقطاع غزةَ.
في منتصف الخمسينيات بدأت تظهر بعض النّشاطات المسرحيّة في بعض المدارس الإعداديّة والثّانوية والمراكز الإسلاميّة، ومن الصّعب تحديد بداياتها الأولى ولكن يمكننا أن نشير إلى أنّ مدرسة الشّجاعية في شرق غزة قد قامت ببعض النّشاطات المسرحية، فقدمت مسرحيّة تدور أحداثها حول امرأة فقدت أولدها وزوجها إبان النّكبة، وقد أشرف عليها المعلم محمود الشّيخ خليل، كما قدمت المدرسة مسرحيّة أخرى تندّد بالعدوان الثّلاثيّ على مصر وقطاع غزة، وعرضت المسرحيتان في صالة واسعة في مدرسة مسقوفة بالصّفيح "الزينكو"، الذى استخدم كمؤثر صوتي تصدر عنه أصواتَ الرّصاص. حضر المسرحيتين جمهور غفير من الطّلبة وأعضاء هيئة التّدريس.
منذ مطلع عام 1959 وحتى السّبعينات بدأت تظهر بعض المواهب والتّجمعات من هواة فن التّمثيل في المدارس الثّانوية والإعداديّة، والنّوادي الرّياضية والثّقافية والاجتماعيّة، واتحاد نقابات عمال فلسطين.
ففي مدينة غزة تشكلت مجموعة من هواة التّمثيل منهم خليل طافش ومحمد حرارة وعبد الوهاب الهندي ونعيم رضوان، وكان لهم أعمالًا مسرحيّة جادة قدمت على مسرح مدرسة فلسطين الثّانوية للبنين.
ولعل من أهم العوامل التي شجعت على ظهور المواهب التّمثيلية الواعدة بقطاع غزة ما كان يعرض من أفلام سنيمائيّة عربيّة وأجنبيّة في دور سينما الجلاء والسّامر والنصر، وكذلك المجالات الفنيّة التي كانت تدخل إلى القطاع من مصر، وخاصة مجلة الكواكب التي كانت تعنى بأخبار الفنانين وأعمالهم الفنية. بالإضافة إلى ما كان ينشر من أخبارٍ فنيّة في صحيفة أخبار فلسطين؛ إذ كانت الوكالة تقيم عروضًا سينمائيّة على شاشة متنقلة في الشّوارع الواسعة والسّاحات العامة في مخيمات اللاجئين والنّوادي الرّياضية والثّقافية، من بيت حانون حتى رفح فأحدثت هذه الأفلام صدى واسعًا بين الأوساط الجماهريّة الغزيّة بمختلف فئاتهم العمريّة والنّوعية ومستوياتهم الثّقافية، كما أحدثت أثرًا واضحًا في نفوس المهتمين بالتّمثيل والمسرح.
الفرق المسرحيّة في قطاع غزة
الفرق المسرحيّة الأهليّة
في الفترة الزّمنية بين عامي 1974 و2010 ظهر العديد من الأهلية تجمع بين الهوايّة والاحتراف، يزيد عدّدها عن خمسٍ وعشرين فرقة منها كانت عابرة لم تستطع مواصلة نشاطاتها في مجال المسرح، فسرعان ما توقفت بعد تقديم عمل مسرحي واحد أو اثنين ويعود توقفها إما لأسباب مالية وعدم توفر الامكانيات اللازمة للإنتاج المسرحيّ، وإما لأسباب إداريّة أو عدم تجانس أعضائها ثقافيًا وفكريًا وبالتالي فإنهاء تكون مؤثرة وفاعلة بالقدر الكافي في إثراء الحركة المسرحيّة.
من هي هذه الفرق؟
فرقة الشّموع الفلسطينيّة للفنون المسرحيّة
لعلّ فرقة الشّموع الفلسطينيّة للفنون المسرحيّة هي أولى الفرق المسرحيّة التي أقيمت في قطاع غزة بترخيصٍ من الحاكم العسكري الإسرائيليّ في تاريخ 1976/4/27.
فرقة الهلال الأحمر الفلسطينيّ
تكونت من مجموعه من الهواة عام 1974بإشراف جمعية الهلال الأحمر الفلسطينيّ، واستمرت في عطائها لمدة 3 سنوات قدمت خلالها بعض المسرحيات الوعظة والإرشاديّة في مجال الطّب منها مسرحيّة الوباء ثم توقفت في بداية 1977.
فرقة الشّباب الحر الإسلامي
تأسست في عام 1978 استمرت الفرقة في عطائها المسرحي لمدة 6 سنوات توقفت بعدها في عام 1984ولم تعد للظهور نتيجة لظروف قاهرة حالت دون استمراها.
فرقة القلب الحزين المسرحيّة
تشكلت في مدينة خان يونس عام 1982وقدمت مسرحيّة واحدة بعنوان الأيتام وقد عرضت علي مسرح سينما الحريّة في خان يونس، وعلى مسرح سينما صابرين في رفح ثم توقفت في عام 1983.
فرقة الشّاطئ للفنون المسرحيّة
لقد أعيد تشكيل هذه الفرقة في مركز خدمات الشّاطئ غرب مدينة غزة عام 1980 بداية عملها أوبريت ليالي الشّاطئ، وقد استوحت الفكرة من الواقع المعيش لحياة الصّيادين في آلامهم وآمالهم ومشاكلهم ومعاناتهم.
فرقة السّلام المسرحيّة
تأسست الفرقة عام 1986 وقدمت عملين مسرحين، ولم تستمر طويلًا إذ توقفت عن نشاطاتها عام 1987، وذلك بسبب دخول الانتفاضة الأولى وتشتت أعضاؤها بين السّفر والاعتقال.
فرقة كنعان المسرحيّة
هي تابعة لمؤسسة كنعان للثقافة والفنون وقد أنشئت في عام 1990، وبدأت أعمالها بمسرحيّة "إبريق الزّيت".
التي تعالج واقع الاحتلال الإسرائيليّ البغيض، وتدور أحداثها على أرض كنعان والاسم الذي يحمل الدّلالة والبعد المكاني والنّفسي والجغرافيّ عند شعبنا، فهو الوطن أما الزّمان فهو الانتفاضة الغنيّة عن التّعريف.
ثم قدمت فرقة كنعان عملها المسرحيّ الثّاني بعنوان الصّخرة وهي مسرحيّة شعبيّة، وقد عرضت على مسرح رشاد الشّوا عام 1995.
وبعد فترة من العطاء توقفت فرقة كنعان المسرحيّة كسابقاتها من الفرق التي لم تقدر على مواصلة عطائها المسرحيّة.
فرقة "سواليف" للمسرح والفنون
قد تأسست عام 1992 وبدأت أعملها المسرحيّة بمسرحية "آه يا وطن"، وهي فصل واحد.
في عام 1995 توقفت فرقة "سواليف" للمسرح والفنون عن نشاطاتها المسرحيّة بعد أن تحولت إلى مؤسسة تحمل اسم مؤسسة "سواليف" للإنتاج الفنيّ، فاهتمت بالأفلام السّنيمائيّة والمسلسلات التلفزيونيّة والموسيقى والغناء والتّراث الشّعبي، فأقامت مهرجانها الثّقافيّ والفنيّ الأوّل في معسكرات الوسطي اشتمل على فقرات من القصائد الشّعريّة والأغاني الوطنيّة الملتزمة.
فرقة المسرحيين المتحدين
أنشئت في مدينة رفح عام 1992 وقد سعى القائمون عليها أن تتحول إلى مؤسسة تتواصل مع المجتمع المحليّ بجميع فئاته، وذلك من خلال مسرح طفل والفلكلور الشّعبي والموسيقى والغناء والفنون الحرفيّة، وحصلت على ترخيص من وزارة الثّقافة عام 1996 برقم 27/311-212.