تمهيدًا لانتخابات آذار\مارس 2021، ارتأينا تخصيص هذه الزّاوية لرصد أبرز المقالات الّتي تناولها الإعلام الإسرائيلي حول مستجدات هذه الجولة الانتخابية –الرابعة في غضون عامين– للإسهام في محاولة فهم ملامحها وخصوصيتها واتجاهاتها، من وجهة نظر إعلاميين وكتاب أعمدة رأي إسرائيليين من مختلف التّوجهات السّياسيّة.

 

جولة تبدو مغايرة في الكثير من تفاصيلها ولكنها ثابتة في ميلها لترجيح كفة الميزان لصالح اليمين الإسرائيليّ على مختلف أشكاله؛ في سباق محموم بين معسكرين - "مع بيبي" (بالإشارة إلى رئيس الحكومة الحاليّ بنيامين نتنياهو) و"ضد بيبي"، على غرار ما كان في الجولات الانتخابية السّابقة، ما دفع البلاد إلى تكرار المشهد أربع مرات في العامين الماضيين واحتمالات واردة لجرّ البلاد الى جولة خامسة اضافية، في حال لم تحسم الامور هذه المرة لصالح أيّ من الطرفين!

  

تجدر الإشارة، إلى إنَّ هناك الكثير من المقالات الشّيقة في هذا الصّدد، قمنا باختيار أبرزها وترجمة أجزاء منها،  ليس باتّساق كامل مع النّص الأصلي ولكنها قريبة منه.

 


"لو كان هناك يسارًا!"

مقال للكاتب والصّحافي جدعون ليفي من صحيفة هآرتس الإخبارية

نشر المقال يوم 28/2/21

 

يقول فيه: "إذًا ماذا لو؟ إليكم، ما كان يمكن أنّ يكون لو صعد اليسار إلى السّلطة؟ يمكن له تنفيذ بعض الخطوات على الفور، و البعض الآخر يكون بداية صيرورة. لا أحد في اليسار اليهودي يقترح ذلك حتى!"

في المائة يوم الأولى من حكمه الخيالي، كان اليسار يقوم بثورة جوهرها، وليس كل ما فيها، يتعلق بالاحتلال، الامر الذي يحدّد هُوية إسرائيل أكثر من أي أمر آخر. أوّل قرار للحكومة اليساريّة: رفع الحصار عن غزة وهكذا في يوم واحد كما حدث في سقوط جدار برلين، ستصبح غزة مكانًا حرًا وسيتحرر مليوني شخص. بحر مفتوح وحدود مفتوحة وخاضعة للرّقابة مع إسرائيل. في نفس الوقت ستكون هناك دعوة من إسرائيل للقاء قادة حماس، قد يأتون بمفاجأة! هناك الكثير لنتحدث عنه."

ويتابع ليفي: "...أول مرة في تاريخها ستبدأ إسرائيل الحديث عن المساواة، ستكون عمليّة طويلة ومؤلمة لبعض اليهود وبعض الفلسطينيين، لكنها حتميّة في الأجواء الجديدة الّتي ستسود، لا بد من الحديث عن إلغاء قانون القوميّة وقانون هاشفوت (العودة لليهود) وعن البدء بتشريعات جديدة مساوية، حتى إجراء أوّل انتخابات ديمقراطيّة على الإطلاق بين الأردن والبحر.

كل شيء يبدو الآن طوباويًا أو بائسًا. قد يصبح كل شيء ممكنًا أكثر مما يبدو عليه الحال. لذلك نحن بحاجة إلى يسار شجاع لبدء الحديث عن ذلك."

لقراءة المقال إضغظ\ي هنا

"هذا الأسبوع احتفل نتنياهو بعامه الاثني عشر كرئيسًا للحكومة، لكن يبدو أنّ ذلك لم يكن السّبب الوحيد للإحتفال"

مقال للصحافية آنا بارسكي من موقع معاريف الإخباري

نشر المقال يوم 13/2/21

تفتتح بارسكي مقالها بهذه الكلمات: "هذا الأسبوع احتفل نتنياهو بمرور اثني عشر عامًا على عودته رئيسًا للوزراء -وهو منصب لم يشبع منه حتى الآن"، وتتساءل: "لماذا يفرحون في الليكود من اِرتفاع حظوظ لبيد على حساب ساعر وبينيت؟"

وتتابع: "...في 10 فبراير أي قبل 12 عامًا، جرت انتخابات الكنيست الثامنةَ عشرةَ وأدَت إلى عودة نتنياهو إلى السّلطة من الصّحراء السّياسيّة، وبعد ذلك في عام 2009 علَّم نتنياهو النّظام بأكمله درسًا حول كيفيّة الفوز في الانتخابات حتى بدون الفوز بمقاعد على الرَّغم من أنَّ الأمر استغرق بعض الوقت، حيث انّ الحكومة الّتي رأسها أدّت اليمين الدّستورية بعد شهر و 21 يومًا فقط، أي في نهاية آذار، لكن العملية كانت رائعة ويجب أنّ نذكرها في بضع جمل."

وتكتب بارسكي: "الطّريقة الّتي تبناها نتنياهو عام 2009 بعد دراسة وبحث واستيعاب ظروف فشله في ولايته الأولى كرئيس للوزراء في التّسعينيات كانت طريقة "إعطاء كل شيء للجميع". يعطي، وليس مجرد وعود. نتنياهو - الّذي أنهى الانتخابات بمقعد واحد أقل مما حصل عليه الحزب الحاكم آنذاك، كاديما، بقيادة تسيبي ليفني- كان يعلم جيدًا أنه يجب أنّ يكون كريمًا جدًا جدًا." وتردف بارسكي: "...طالما يواجه رئيس الوزراء الحالي منافس من اليمين - نتنياهو في ورطة -. لا يوجد الكثير من الناخبين اليمينيين البارعين في التّفاصيل الدّقيقة ويعرفون كيفية التّمييز بين الأحرف الصغيرة في أجندات "الليكود" و ”تكفا حدشا" (الأمل الجديد) أو "يمينا"، جدعون "محسوب علينا"، بينيت– ليس أقل من ذلك. لذا، فإنّ أي شخص معني بزعيم يميني ولا ينتمي إلى معسكر "نتنياهو بأي ثمن" يفضل أنّ يمنح صوته لمرشح يميني آخر ليس نتنياهو. لبيد مسألة أخرى تمامًا، منافسته لنتنياهو تعيد الناخب العادي إلى المعضلة الكلاسيكيّة والمريحة لنتنياهو: "إما نحن أو هم، يمين أو يسار، نتنياهو أو لبيد". نتنياهو يتقن اللعب في هذه الساحة، اللّعب والفوز."

لقراءة المقال إضغظ\ي هنا

"نتنياهو يسعى لضمان كتلة انتخابية وفي الوقت الحالي يحظى فقط بولاء زائف"

مقال للصحافي والمحلّل السّياسيّ يوسي فرتر من صحيفة هآرتس الإخبارية
نشر المقال يوم 26/2/21 

يقول فيه: "بدأت مفاوضات طويلة ومضنية، طالب نتنياهو بنسخ ولصق إعلان الولاء الأصليّ بتاريخ 16 فبراير 2020؛ وقعّ قادة الأحزاب آنذاك على أنهم لن يجلسوا في أي حكومة أخرى غير حكومة برئاسة نتنياهو، وأنهم لن يجروا مفاوضات منفصلة مع أي أحد إلّا من خلال الليكود. هذه المرة، سعل الحريديم في وجهه، كانت النّسخة الّتي اقترحوها عبارة عن انعكاس شاحب وهزيل للنّسخة الأصليّة: لقد تعهدوا بتشكيل حكومة مع الليكود، وحذروا من حكومة يساريّة بقيادة لبيد. لم يوافق بتسلئيل سموتريتش حتى على التّوقيع على هذا الهراء، يتذكر ما حدث في مايو 2020 حين تجاهل نتنياهو اِلتزامه المكتوب وشكل حكومة وحدة مع "كاحول لافان" (أزرق أبيض)، وترك "يمينا" الّتي وقّعت مرارًا على إعلانات الجنون هذه خارج الحكومة."

ويتابع فرتر: "...آنذاك لم تكن لديهم حتى إمكانية نظريّة للانضمام إلى المعسكر الثاني، غانتس ولبيد. هذه المرة يوجد جدعون ساعر، ونفتالي بينيت - رئيس حزب ديني علماني، الّذي لطالما عرف كيف يحافظ على علاقة طبيعية معهم. العرض على الرّف أكبر وأكثر واقعية ولا يوجد أي سبب لتقييد أنفسهم بسلاسل نتنياهو، هو أصرَّ على أنّ يوقعوا، فتكرّموا وخطّوا شيئًا."

ويردف فرتر: "...على أية حال فإنّ رئيس الوزراء التّالي (أو الرّؤساء التاليين) سيأتي\سيأتوا من اليمين. نتنياهو، ساعر، بينيت- أو جولة انتخابية خامسة. السّيناريو الأكثر ترجيحًا في الوقت الحالي هو الحديث عن تحالف بين ساعر وبينيت بعد الانتخابات، قبل التوجه إلى منزل رئيس الدولة (لمنحهم التكليف). كتلة بالتناوب لكليهما، ينضم إليها أيضًا أفيغدور ليبرمان. وزارة الخارجية ستعرض حينها على لبيد وسيتم دعوة حزب "العمل" و"كاحول لافان" (أزرق– أبيض) للانضمام وربما كذلك "شاس". الاحتمالات؟ معقولة، إذا لم يكن لكتلة الليكود - الحريديم - المتدينون الصّهاينة 61 مقعدًا على الأقل، مع "يمينا". فقط حلًا إبداعيًا خارج مربع الزوم، سيمنع جولة انتخابية خامسة."

لقراءة المقال إضغظ\ي هنا
 


״هرولة إلى انتخابات خامسة؟ المحور الّذي سيحسم فيما إذا كان التّعادل سينكسر؟"

مقال للصحافية دفنا ليئل من القناة الثّانية عشرة الإخبارية وموقع N12
نشر يوم 25/2/21

 

تقول ليئل في مستهله: "في الجولة الانتخابية الرّابعة المعركة الكبرى ستكون على مسألة الحسم. المساحة بين بينيت والقائمة المشتركة ستحدّد ما إذا كانت إسرائيل في طريقها إلى جولة انتخابية خامسة، وفي هذا الحال- هل آن الأوان لاجتياز إحداهن الخطوط وحسم الأمور؟"

وتتابع ليئل: "لم يتبق سوى 25 يومًا على الانتخابات، وكلّ يوم يمر يثير القلق من أنّ المعركة الحقيقيّة ستكون هذه المرة بين السّياسيين وجولة انتخابية خامسة. تظهر المعطيات الرّقمية الجافة أنّ الفائز قد يكون جولة انتخابية اضافية إذا تمترس اللاعبون جميعًا في وعودهم"

وتردف ليئل: "في الخارطة السّياسيّة تبلورت المعادلة: إذا كانت القائمة المشتركة أكبر من بينيت فمن المحتمل جدًا أنّ يتم جر إسرائيل إلى جولة انتخابية إضافية وهذا هو التفسير. كتلة "نتنياهو فقط"، بدون بينيت تقف هذه الأيام على 45-49 مقعدًا، يعتمد حجمها بشكل أساسيّ على مصير الأخ الصّغير حزب سموتريتش الصّهيوني الدّيني وبن غفير. كتلة "ضد نتنياهو" بدون المشتركة تقف على حوالي 50-52 مقعدًا في استطلاعات الرّأي العام بما في ذلك جميع الأحزاب الّتي يمكن تشكيل حكومة معها– "تكفا حدشا" (أمل جديد)، "يش عتيد"، "يسرائيل بيتنو"، "العمل" و"ميرتس". في الوسط يوجد نحو 20 مقعدًا ل"يمينا" و"القائمة المشتركة"، والتّقسيم بينهما سيحدّد القدرة على تشكيل حكومة فاعلة. إذا كان بينت أكبر من المشتركة فسيكون لطرف واحد حكومة. إذا لم يكن الأمر كذلك فسنجد أنفسنا في صناديق الاقتراع مرة أخرى في الصيف."

وتضيف ليئل: "... إنّ كعب أخيل لخصوم نتنياهو هو القائمة المشتركة. من شأن أعضاء الكنيست العرب منع نتنياهو من تشكيل حكومة، لكن من الواضح للجميع أنّ ساعر وبينت لن يجلسوا معهم إلى طاولة الحكومة، ولكي يتمكن لبيد، ساعر وليبرمان تشكيل حكومة، يحتاجون إلى بينيت بعدد مزدوج من المقاعد، وفي هذا السّياق فإنّ أهم حزب هو "الموحدة" (الحرّكة الإسلاميّة - الشّق الجنوبيّ)، وإذا اجتاز حزب منصور عباس نسبة الحسم قد نجد أنفسنا جميعًا في جولة انتخابية أخرى."

وتختتم ليئل مقالها بالكلمات التالية: "من الجدير القول: أنّ كلّ من يتنافس الآن في الميدان تقريبًا باستثناء نتنياهو، لا توجد لديه مصلحة في جولة انتخابية أخرى - مما قد يؤدي إلى مفاجآت في كلا الاتجاهين. لدى ساعر الحق في الوجود لأنه وعد بالإطاحة بنتنياهو، ولدى بينت أيضًا بفضل الوعود لإدارة أزمة كورونا بشكل أفضل، وكذلك سموتريتش الذي يعرف الآن كم هو صعب مواجهة احتمالات عدم اجتياز نسبة الحسم. سيجد لبيد صعوبة أيضًا في أنّ يشرح للناخبين تخليه عن الإطاحة بنتنياهو لأسباب تتعلق بالغرور. نتنياهو يفهم ذلك أيضًا وقد بدأ بالفعل في البحث عن منشقين في المعسكر المعارض، سيرغب الجميع في تشكيل حكومة، ولكن إذا لم يكن لأحد أغلبية، فسيتعين على أحدهم هذه المرة أيضًا ان يتخلى عن وعوده بالطريق إلى ذلك.

لقراءة المقال إضغظ\ي هنا

رأيك يهمنا