زعبي ميرتس .vs زعبي الليكود!
عنوانٌ زغردت عليه القناة 12 وعرضت "مناظرة" بين نائل زعبي من جهة، الّذي قد يكون مرشح الليكود في المكان الّذي يريد نتنياهو تخصيصه للعرب، أو لخداع العرب.. وغيداء ريناوي زعبي من الجهة الأخرى، مرشحة حزب ميرتس الجديدة.
لم أشاهد المقابلة، ولم أتحمس لمشاهدتها، ولكن وصلني بعض ما طُرح فيها، والحقيقة أنَّ ما قالته غيداء ريناوي زعبي
ليس هو ما يهم حاليًا، فموقفها هو موقف كلّ عربي يترشح في ميرتس، وباعتقادي ميرتس ورغم كونه حزبًا يساريًا يختلف عن أحزاب اليمين وباقي الأحزاب في الكثير من الأمور ونتفق معه في الكثير من الأمور، إلّا أنه يستخدم المرشحين العرب فقط لكسب الأصوات العربيّة، ورأينا قبل أسابيع عندما كانت وضعيته جيدة في الاستطلاعات، كيف ألغى فكرة زيادة عدد المرشحين العرب فيه، وعندما تراجع، توجه فورًا لجلب مرشحة عربيّة بالإضافة لعيساوي فريج، ووُضعا في موقعين متأخرين نسبيًا، لكن هذا لا يهم فعلًا. ولن تمُرَ خدعة ميرتس على شعبنا من جديد.
أما بالنسبة لنائل زعبي، الحقيقة أنَّ مواقفه ليست بجديدة، ونعرفها جيدًا ويقولها في كلّ منبر ويتفاخر بها، وقربه من الليكود ليس بجديد واستضافته ليهودا غليك وغيره من المتطرفين ليس بجديد، رغم أنه لم يستطع في الماضي جلب أي صوت لليكود، ربما لأنه من بيت داعم لميرتس.. ولكن حتى ترشحه ضمن الليكود لا يثير الاستغراب، بل هو أمرٌ متوقع.
ولكن وجب التّأكيد أنّ كلّ هذه المواقف لا تعني شيئًا وأنَّ نائل زعبي، لا يُمثل إلّا نفسه في مواقفه هذه، وإنَّ القرى الزعبيّة كلها على الإطلاق صوتت في الانتخابات الأخيرة للقائمة المشتركة، وقبلها دائمًا صوتت بغالبيتها للأحزاب العربيّة، في السّنوات الـ15 الأخيرة على الأقل.. والمواقف السّياسية للناس في قرانا مثلها مثل مواقف النّاس في كلّ مجتمعنا، ولن يتغير شيء بمجرد ترشح أحدهم في قائمة الليكود.. لن يحصل الليكود على شيء، وهذا أمر مؤكد.
عادةً لا أتحدث باسم العائليّة والقبليّة، وباعتقادي هذه محاولة خبيثة وتعيسة لإعادة مخاطبتنا كعائلات وقبائل وعشائر، عقليّة المندوب السّامي والحاكم العسكري، ونحن مع احترامنا ومحبتنا لعائلاتنا وفخرنا بها، إلّا أننا في عصر الحرية الفكرية وكل شخص يختار مواقفه السّياسية وفق عقليته وتفكيره وكل شخص يمثل نفسه.. ولكن بما أنَّ الموضوع طُرح تحت اسم عائلتي، وسمعت أنَّ أحدهم تفاخر بأنَّ عائلة الزعبي كانت من مؤسسي هذه الدولة.. وَجَب الرد- إنَّ هذا وصفٌ لا يشرفنا، وإذا كان هنالك من ساعد فعلًا بإقامة دولة إسرائيل على أنقاض بلداتنا وشعبنا، فهو لا يُمثل إلّا نفسه، مثله مثل كلّ من تآمر مع إسرائيل على شعبه من كلّ البلدات ومن كلّ المناطق والعائلات؛ أما الآن، وأنا أتحدث عن عصرنا هذا، فمعظم شبابنا وأهلنا مواقفهم وطنيّة واضحة، نحن جزء من هذا الشعب الأصيل، المئات من أبناء عائلتنا تهجروا في النكبة وباتوا بالآلاف الآن، ونعاني من كل السّياسات العنصريّة والتّضييق على توسيع بلداتنا ولن نسمح لأي شخص يريد تملّق نتنياهو وأشكاله أنّ يمس بسمعة العائلة ولا باسمها، لا مرشح الليكود المتوقع نائل زعبي ولا سارة زعبي ولا أي شخص.
التّجارب الكثيرة أثبتت لنا أنَّ العربيّ الّذي يترشح في الليكود وفي هذه الأحزاب، يضع نفسه في مكان مثير للسخرية، يناقض نفسه كلّ يوم، يبهدل نفسه كل يوم، مثل أيوب القرا وغيره، لا يحقق أي شيء، ولا يجرؤ على قول أي شيء، يسير في القطيع مع أسياده بدون أي كرامة وفي النّهاية يُنسى كأنه لم يكن، أو يذكر في منشورات السّخرية فقط؛ وفي الليكود بالذات، حتى اليهود هكذا، معظمهم شخصيات بلا قيمة ولا كفاءة ولا شيء، يستخدمهم نتنياهو كبيادق وأبواق ويرميهم بعد ذلك، فكم بالحري إذا كان المرشح عربيًا.
وبالمناسبة، في النّهاية قد يتراجع نتنياهو عن نيته بتخصيص مقعد للعرب، خصوصًا وأنَّ بعض الجهات في الليكود ترفض طريقة تخصيص المقاعد هذه، وتروح "فرحة" البعض هباءً.
موقفنا هو موقف شعبنا، وليس هدفي التبرير هنا، فلسنا بحاجة إلى تبرير شيء، وكل شخص مسؤول عن مواقفه، وخصوصًا حينما تكون المواقف متناقضة مع شعبنا وقضاياه.. ولكن لأن هنالك من يشوِّه وهنالك من يستمتع بهذا التّشويه، كان لا بُد من الرّد.
بين زعبي ميرتس vs زعبي الليكود، كلاهما خاسر.. ولا يفوز إلّا زعبي فلسطين، ابن القرى الزعبيّة في مرج ابن عامر، سلّة خبز فلسطين وابن الناصرة القلعة الوطنية.. ولو كره الكارهون.
كاتب المقال: بكر جبر زعبي هو صحافي من الناصرة.